كيف أرتب لشراء عقار سكني في اسطنبول؟

حين تقرر أنك ستسكن في اسطنبول ويكون قرارك فوري وآني، بمعنى أنك ستسكن حقيقةً مع أهلك وأولادك الآن في اسطنبول. حينها فقط تكون هذه النصيحة لك.

أما إن كان قرارك بعيد الأجل ومستقبلي (أكثر من عام) فننصح بالاستثمار بالعقار. أي شراء عقار لتأجير القاعدة الصلبة ( الأتراك ) وله قواعده وقوانينه.

إسأل نفسك السؤال البديهي وهو في أي منطقة ستسكن في اسطنبول؟ ولماذا؟ وماذا عن مدارس الأولاد وماذا عن عملك المستقبلي؟

وما هو وضع الجالية التي تنتمي إليها بهذه المنطقة وماهي سمعة هذه المنطقة. وهل سبقك أحد من أصدقائك لإسطنبول,أين سكنوا؟ وما هي معطياتهم الحالية. وهل بالضرورة ظروفهم تناسب ظروفك.

كل هذا وأكثر بكثير من الأسئلة البديهية التي لا يمكن يجيب عنها غيرك أنت .

لا تدع المستشار العقاري يقرر عنك أين ستسكن. فأنت أدرى بظروفك وحالتك وشخصيتك. فلابد لك إبتداءاً أن تختار منطقة السكن بنفسك ولا بأس من إستشارة المستشار لمعرفة وضع المنطقة إستثماريا وتطور العمران المستقبلي فيها ومخطط المواصلات الجديدة فيها وسمعة المنطقة وغيره من معلومات قد يصعب عليك تحصيلها.

لكن لا تسأله الأسئلة النسبية التي يكون جوابها غالبا بنعم أو جيد : كيف وضع العمل؟ وهل يوجد مدارس أم لا؟ وهل المنطقة جميلة أم لا؟

بالمختصر أنت من سيسكن فجرب واسأل أكثر من مصدر ولا بأس بأن تستأجر عقار فترة في نفس المنطقة قبل أن تقرر الشراء بها.

إذا قررت منطقة السكن وقررت المشروع فلابد لك أن ترى بعينك شقتك . ولا تكتفي فقط بشقة العرض. اطلب من إدارة المجمع زيارة شقتك ورؤيتها بنفسك وأصر عليهم بهذا الحق الطبيعي لك.

إعرف جيدا إتجاهات شقتك ومتى تدخلها الشمس؟ هل أول الصباح أم منتصف الظهيرة وقارن مع ما تحبه أنت وليس ما يعجب الآخرين.

زيارتك لشقتك يوضح لك إطلالات الشقة الخارجية ويوضح لك المساحات الحقيقية للغرف والصالون والمطبخ. زيارة الشقة ولو كانت عظم (قيد البناء) يعطيك دافع كبير جدا إما لحجز الشقة وشرائها أو للتراجع والبحث عن شقة أخرى بمعنى آخر زيارة شقتك تسهل عليك قرار الشراء .

انتبه للأمور القانونية فالأفضل هو استلامك لطابو السكن (أولاً) ومن بعدها طابو الإرتفاق وإلا لابد أن يكون العقد مصدق من النوتر ( كاتب العدل ) حتى لو كلفك الأمر بعض آلاف الليرات.

لا توقع على العقد بنفس اليوم . خذه وترجمه واقرأه جيدا. وتأكد من بنوده بالذات وقت الإستلام وبدل الإيجار و إمكانية الإنسحاب ومترتبات عدم سداد الأقساط. وإمكانية نقل الملكية لشخص آخر وغيره وغيره. بكل تأكيد لا تتردد باستشارة محامي قبل توقيع العقد.

صحيح أنك ستسكن لكن لا تهمل عنصر الإستثمار أيضاً ما استطعت الى ذلك سبيلا. وأساس الأمر هو حساب سعر المتر المربع ومقارنته بالأمتار المربعة لمشاريع مشابهة بالمنطقة وليس مقارنة سعر الشقة الإجمالي بسعر شقة مشابهة.

نعم قد يكون من الصعب التمييز بين المستشار العقاري وبين السمسار والفيصل بينهم هو من يريد مصلحتك الحقيقية وليس من يريد بيعك. لكن ستجد الكثير من المستشارين الناصحين لك فاسألهم بهدف المعرفة والتعلم والمقارنة والإطمئنان و لا تعتمد فقط على خبرتك السابقة بالعقار وتبني عليها .

“فاسطنبول لها معطيات قد تخفى عليك وذلك كأي مدينة أخرى في العالم”

بالمختصر لا تشتري عقارك السكني إلا بعد أن تتأكد 100% من أنك ستسكن أنت وعائلتك به.

ولا تعتمد على المقولة الخداعة وهي بيت للعمر وللزمن. لكن إقلبها لمعادلة إستثمار للعمر وللزمن.

بكل بساطة اشتر بيتك الإستثماري ولا تشتري بيتك السكني إلا لو كنت ترغب بالسكن الحقيقي الآن وليس مستقبلا.

بقلم المستشار العقاري
أ.ياسر قعقع

جميع حقوق النشر والتأليف محفوظة – مجموعة لالي العقارية 2020